تقرير لنيويورك تايمز يكشف مدي تغلغل الموساد داخل حزب الله

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الإثنين، تقريرا عن مدى تغلغل جواسيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية “الموساد” في صفوف حزب الله اللبناني، وتفاصيل دورهم في أهم العمليات الإسرائيلية ضد الحزب.
وجند الموساد، بحسب التقرير، جواسيس لزرع أجهزة تنصت في مخابئ الحزب ومستودعات الأسلحة، وتتبع اجتماعاته السرية، وكان لديه اطلاع شبه دائم على تحركات جميع القادة بما في ذلك الأمين العام حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل في سبتمبر الماضي.
الضربات الإسرائيلية للحزب
وذكر التقرير أن حملة إسرائيل ضد حزب الله، التي تضمنت تفجير أجهزة “البيجر” واغتيال كبار قادة الحزب مثل قائد المجلس العسكري فؤاد شكر وخلفه إبراهيم عقيل، ومقتل آلاف اللبنانيين وتشريد أكثر من مليون، أدت إلى إضعاف أحد أهم خصوم إسرائيل وتوجيه ضربة استراتيجية لإيران.
واستند التقرير إلي مقابلات مع أكثر من 20 مسؤولا إسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا حاليين وسابقين، تحدثوا شرط عدم الكشف عن هوياتهم.
اغتيال نصر الله
وتحدث التقرير أن نصر الله لم يكن يعتقد أن إسرائيل ستقتله، وبالرغم من أن مساعديه حثوه على تغيير موقعه إلا أنه تجاهلهم، وبقي في حصنه 40 قدما تحت الأرض حيث قتل.
وقالت الصحيفة ان قائد الحزب حسن نصر الله لم يدرك أن وكالات التجسس الإسرائيلية كانت تتعقب كل تحركاته لسنوات، وفضلت القيادة الإسرائيلية عدم إبلاغ الولايات المتحدة قبل الضربة، ذلك تحسبا لأي اعتراض محتمل، ولكنها كانت واثقة من الدعم الأمريكي في حال الرد الإيراني.
حرب 2006
وأشار التقرير أن حرب 2006 بلبنان كانت مهينة لإسرائيل، وأدت إلى فتح لجنة تحقيق واستقالات كبار الجنرالات وإعادة تقييم نهج الجهاز الاستخباراتي تجاه الحزب، مع التركيز على تحسين جمع البيانات ودقة العمليات، مضيفة أن الموساد جند أفرادا كانوا يشغلون مناصب حيوية في جهود إعادة بناء هيكل الحزب بعد الحرب، وقدم هؤلاء الجواسيس معلومات مهمة عن منشآت الحزب السرية ومخابئ الأسلحة وتحركات القيادة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بوزارة الدفاع الإسرائيلية: كان لدى إسرائيل أقل من 200 ملف استخباراتي عن قادة الحزب وذخائره حين انتهاء حرب 2006، ولكن بحلول هجمات البيجر في سبتمبر 2024 وصل عدد الملفات لعشرات الآلاف.
هجوم البيجر
وذكر التقرير أن الموساد بالتعاون مع الوحدة 8200، أجرى عملية استمرت أكثر من 10 سنوات لاختراق شبكة اتصالات حزب الله عن طريق توريد أجهزة اتصالات مفخخة عبر شركات وهمية إسرائيلية، فيما بدأت إسرائيل في صنع أجهزة اتصال لاسلكي (ووكي توكي) مقلدة من طراز “آي سي-في 82” والتي كانت الحزب يعتمد عليها قبل أن توقف شركة “آي كوم” اليابانية تصنيعها.
ونقل الصحيفة عن مسؤولون قولهم، إنه تم تهريب النسخ الإسرائيلية المفخخة إلى لبنان، واستلم الحزب أكثر من 15 ألف وحدة بحلول 2015.
وأوضح التقرير: بعد تزايد شكوك الحزب تجاه استخدام الهواتف واعتماده على البيجر، باشر الموساد استهداف شركة “جولد أبول” التايوانية المعروفة بتصنيع الأجهزة، وحصل على تراخيص لشركات إسرائيلية وهمية دولية، وأنتج عبرها نماذج أجهزة بيجر مخصصة تم تسويقها لحزب الله بناء على مقوماتها العسكرية.